رسالة إلى أمي الحبيبة

قد يخونني قلمي هذه المرة لأنه سيسرد حكاية الألم القابع في داخلي ... عشت في عالمي الوردي ، وتسكعت في شوارع ذكرياتي ... نسجت أحلامي بقلمي السخي .. ورسمت طيور أمنياتي بألوان زاهية .
لبست وشاح الأمل والتفاؤل .. ووجدتكِ تعبدين لي الطرقات .. و تطبطبين على كتفي وتسهرين لراحتي .. وتحلمين بسعادة دائمة لي ، وتتألمين عندما تذرف دموعي .. وأنا غائبة عن هذه الأحاسيس .
مازالت عيناي ترسم كل الصور بريشتي المبلولة بدموع الخوف من اليوم والغد .. وأقف في المنتصف بين البداية ومنعطف النهاية علي أجد فضاء يحتويني ، أو بستان خصب أزرع فيها شي من التمني أو وجود في دائرة المحيط .
عالمي المغلق يصرخ من قعره .. وأنا صماء بكماء لا يثيرني هذا الزحام ... رغم الفوضى التي تعتريني .
ارتشفت من ثديك الأمل والحب ... وهمستي لي في وحشة الأيام بما يقوي عزمي ويثبت أقدامي على هذه الأرض الطيبة بطيبتكِ التي تستفزني أحيانا ، حتى احترت كثيرا فيها ... هل هذا ضعف أما روح الإنسان !.
كم اضطرب وأنا استعرض حياتي ، وكم احقد على هذه الأيام التي صفعتكِ كثيرا .. فكنتِ تقابلينها بابتسامة راضيه ... غربتي الدائمة لم تفقدني أصالة الارتباط بكِ .. ولم انعت ذلك الضغط الدائم على خاطري ؟
كم انتظر رؤيتك في أحلامي ، وكم اشتقت للحديث معكِ وسرد حكاياتي المضحكه لاضحاكك ؟
كم اشتاق لصباحي وقهوتي وضحكاتي حين تشاركيني ... كم اشتاق لصب حبي واحترامي لتلك اليدين التي لم تعرف سوى العناء والتعب .
ربما من الجنون أن ارفض حقيقة ناصعة كأشعة الشمس وأنا اسير في منحدرات الحياة ، وأتعمد أن تغيب هذه الحقيقة لأعيش أحلام يقظتي واصنع من اللحظات حقائق لا يعترف بها إلا عقلي الغائب .
مازلت اسمع صوتك الذي لا يفارق مسامعي .. فلا يعتريني إلا التأكيد على الحقيقة الواهية .. ولا ادري لماذا هل هي من جعلتني ارتشف من الدنيا الاستمرار والتأكيد على وجودي ؟
نحن نصاب بالوهن عندما نرغب بذلك حتى نتناسى بعض الحقائق من اجل التأقلم على أوضاع جديدة لابد من قبولها .. فحين ارضخ لواقعي سوف ارمي بكاهلي في مجرى الماء حتى أغيب عن حقيقة كنت أتمنى أن لا تأتي ... اصرخ بصوت الهمس الدافئ كما اشتاقك يا أمــــــــــاه .
فدمعي انبثت ورودا اهديها لكِ .... فشكرا للكل الحب الذي تعلمته منكِ

موضوع رائع شكرا

العفو اخى

» رسالة جوال قد تصبح كافرمنها انتبه؟؟